عالم اليوم لا يمكن المشاركة فيه وتغييره دون فهم أمريكا..القوة الأكثر هيمنة وتأثيرا في هذا العالم... وقوة أمريكا لا تتأتى من أساطيلها وبوارجها وقاذفاتها فحسب، لكنها تأتي أيضا من قوة ( الحلم الأمريكي)، حلم الرفاهية والحياة الرغدة السعيدة..وهي أشياء جذابة في كل زمان ومكان... هذا الحلم الأمريكي صار جزءا من بديهيات الحياة ومن طريقة التفكير السائدة في كل مكان في العالم، طريقة الحياة الأمريكية صارت هي ( طريقة الحياة) التي يرغب مئات الملايين من البشر في كل مكان في تبنيها..حتى لو كانوا لا يدركون أن ما يتبنونه هو ( طريقة حياة أمريكية)، حتى لو كانوا في الطرف الأقصى جغرافيا ًمن أمريكا... لقد صار الأمر من بديهيات الحياة المعاصرة التي لا تحتاج إلى تفسير. بعبارة أخرى: الحلم الأمريكي أصبح هو الفردوس الذي يستعيره الناس في كل مكان من أمريكا. يمكننا الاستسلام للأمر والخضوع له، كما يمكننا إنكاره والتظاهر بأنه مبالغة، ويمكننا أيضا أن نطلق شعارات محاربة التأمرك، لكن كل ذلك لن يغير من حقيقة أن أمريكا دخلت في كل شيء في عالم اليوم وأن التصرف معها على أنها شر محض وشيطان أكبر دون ملاحظة نقاط القوة داخل تجربتها، يمكن أن يكون مساويا تماما لعملية الذوبان فيها والانقياد الأعمى لها دون الانتباه لسلبياتها ونقاط ضعفها.. رحلة تفحص الثوابت التي قام عليها الحلم الأمريكي هي رحلة ضمن نطاق آية " قل سيروا في الأرض" وهي الرحلة التي ستكون جزءا مهما من فهمنا للثوابت التي ينبغي أن يقوم عليها (حلمنا).. بعبارة أخرى: الثوابت التي ينبغي أن نستعيد بها فردوسنا.
Reviews with the most likes.
There are no reviews for this book. Add yours and it'll show up right here!